وَهَذَا الْقَوْلُ يَرْحَمُكَ الله في الطَّعْنِ في الْأَسَانِيدِ قَوْلٌ مُخْتَرَعٌ مُسْتَحْدَثٌ غَيْرُ مَسْبُوقٍ صَاحِبُهُ إليه ولا مُسَاعِدَ له من أَهْلِ الْعِلْمِ عليه وَذَلِكَ أَنَّ الْقَوْلَ الشَّائِعَ الْمُتَّفَقَ عليه بين أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ وَالرِّوَايَاتِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ ثِقَةٍ رَوَى عن مِثْلِهِ حَدِيثًا وَجَائِزٌ مُمْكِنٌ له لِقَاؤُهُ وَالسَّمَاعُ منه لِكَوْنِهِمَا جميعا كَانَا في عَصْرٍ وَاحِدٍ وَإِنْ لم يَأْتِ في خَبَرٍ قَطُّ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا ولا تَشَافَهَا بِكَلَامٍ فَالرِّوَايَةُ ثَابِتَةٌ وَالْحُجَّةُ بها لَازِمَةٌ إلا أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ دَلَالَةٌ بَيِّنَةٌ أَنَّ هذا الرَّاوِيَ لم يَلْقَ من رَوَى عنه أو لم يَسْمَعْ منه شيئا فَأَمَّا وَالْأَمْرُ مُبْهَمٌ على الْإِمْكَانِ الذي فَسَّرْنَا فَالرِّوَايَةُ على السَّمَاعِ أَبَدًا حتى تَكُونَ الدَّلَالَةُ التي بَيَّنَّا